الأمم المتحدة تستأنف آليّة إدخال المساعدات الى سوريا عبر الحدود لكن بشكل مُخفّض

تبنّى مجلس الأمن الدولي قراراً لتمديد آليّة إدخال المساعدات الإنسانيّة عبر الحدود إلى سوريا، لكن مع تقليص جديد للآليّة فرضته روسيا على الدول الغربيّة.

وبعد أسبوع من الانقسامات وعمليّة تصويت هي السابعة، تبنّى المجلس بغالبيّة 12 صوتاً من أصل 15، مقترحاً ألمانيّاً بلجيكيّاً ينصّ على إبقاء معبر باب الهوى على الحدود التركيّة في شمال غرب سوريا مفتوحاً لمدّة عام، بدلاً من نقطتَي عبور كانتا مستخدمتَين في السابق.

وامتنعت ثلاث دول عن التصويت هي روسيا والصين وجمهورية الدومينيكان، بحسب دبلوماسيّين.

وقال وزير الخارجية الألماني هايكو ماس "إنه خبر سار لملايين السوريين وأنّ مجلس الأمن تمكّن أخيراً من الاتّفاق على اقتراحنا التوافقي".

وقالت إستونيا، عضو المجلس، إنّه من أصل أربع نقاط عبور العام الماضي لم يبق حاليًّا سوى معبر واحد "في حين أنّ هناك ملايين الأرواح المعرّضة للخطر في شمال غرب سوريا". بدورها نددت بلجيكا "بيوم حزين آخر لهذا المجلس وخاصة للشعب السوري".
وخلال مؤتمر عبر الفيديو بعد التصويت، تحدثت روسيا عن "نفاق" ألمانيا وبلجيكا في إجراء المفاوضات. وطلبت الصين من جهتها، من ألمانيا عدم إعطائها دروسًا.
وكان وزير الخارجية الألماني هايكو ماس دعا روسيا والصين في تغريدة إلى "الكف عن عرقلة التسوية".
ومع انقضاء التفويض الأممي الجمعة نتيجة عدم الوصول إلى اتفاق طوالَ أسبوعٍ شهد محاولات فاشلة، سلمت ألمانيا وبلجيكا المكلفتان الشق الإنساني من الملف السوري في المنظمة، مقترحا نهائيا ينص على إبقاء نقطة عبور واحدة إلى سوريا بدل نقطتين.
ويشمل هذا الحل مقترحا عبرت عنه روسيا قبل عدة أسابيع لإلغاء نقطة باب السلام التي تؤدي إلى منطقة حلب شمال سوريا.
ولإنقاذ جزء من الآلية، اضطر الغربيون إلى التراجع عن "الخط الأحمر" الذي وضعوه سابقا والمتعلق بإبقاء نقطتَي عبور. وقد فرضت روسيا بذلك رغبتها على الغربيين في هذا الملف.
وتسمح آلية الأمم المتحدة بإيصال المساعدات للسوريين بدون موافقة دمشق.
وتعتبر روسيا أن التفويض ينتهك السيادة السورية.
وأشارت إلى أن 85 في المئة من المساعدات تمر عبر باب الهوى وبالتالي يمكن إغلاق معبر باب السلام وزيادة المساعدات الخاضعة لاشراف دمشق والمخصصة لمحافظة حلب.
- فيتو متكرر -
ويرى الغربيون أن هذه الحجج واهية، معتبرين أنه لا يوجد بديل يتمتع بالمصداقية لهذه الآلية وأن البيروقراطية والسياسة السورية تمنعان نقل المساعدات بفعالية الى المناطق الخارجة عن سيطرة النظام.
وفي تقرير صدر في أواخر حزيران/يونيو، طلب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش تمديداً لمدة عام للتفويض وإبقاء نقطتَي الدخول على الحدود التركية، لمواجهة مخاطر الوباء الذي ينتشر في المنطقة.
وخلال جلسة صباح السبت، رفضت ثلاثة تعديلات تقدمت بها روسيا والصين.
وطالبت روسيا خصوصا بذكر أثر العقوبات الأحادية المفروضة على سوريا، في اشارة ضمنية الى الولايات المتحدة وأوروبا.
وحتى يتم تبني تعديل أو مشروع قرار، يجب الحصول على تسعة أصوات على الأقل من بين 15 في مجلس الأمن، شرط عدم اعتراض إحدى الدول الدائمة العضوية التي لها حقّ النقض (الفيتو).

وقامت موسكو، في كانون الثاني/يناير، بعد استخدام حق النقض (الفيتو) في نهاية كانون الأول/ديسمبر، بتقليص آلية عبور الحدود من أربعة معابر إلى معبرين ولمدة ستة أشهر، ويتم تمديد الموافقة سنويًا منذ تطبيقها في عام 2014.

وكانت قد استخدمت روسيا والصين العضوان الدائمان في مجلس الأمن الدولي، خلال الأسبوع الجاري مجددا الفيتو الثلاثاء والجمعة. وتتهمهما المنظمات غير الحكومية ودول غربية باستغلال هذا الوضع وبتسييس قضية إنسانية.
وخلال تصويت الجمعة، استخدمت روسيا حق النقض للمرة السادسة عشرة، والصين للمرة العاشرة ضد مشاريع قرارات مرتبطة بسوريا منذ بدء الحرب عام 2011.



وعلى سبيل التحذير، كان رئيس وكالة الغذاء التابعة للأمم المتحدة، قد نبّه أواخر الشهر الماضي، إلى أن اليأس المتزايد في سوريا قد يؤدي إلى نزوح جماعي آخر ما لم ترسل الدول المانحة المزيد من الأموال للتخفيف من الجوع، ويضمن المجتمع الدولي وصول شحنات المساعدات إلى البلد الذي مزقته الحرب منذ سنوات.

يذكر أن شحنات مساعدات الأمم المتحدة كانت توقفت من العراق في وقت مبكر من هذا العام، بعد أن استخدمت روسيا حق النقض (الفيتو) ضد قرار مجلس الأمن الدولي الذي يسمح باستمرار الشحنات عبر تلك الحدود ويقلل عدد نقاط العبور لتسليم المساعدات من أربع إلى اثنتين فقط، من تركيا إلى الشمال الغربي. وأدى ذلك إلى قطع المساعدات الخارجية عن معظم الأراضي في شمال سوريا.




كما أن فيروس كورونا المستجد قد ساهم إلى حد كبير في تدهور كبير في الأمن الغذائي في سوريا، حيث يعيش أكثر من 80% من السكان في فقر.

وتعاني مناطق شمال شرق سوريا، من نقص كامل في الاستعداد لمواجهة مثل هذه الجائحة، حيث يوجد نقص في الفحوصات، كما أن المنشآت الصحية غير مجهزة، ومضخة المياه الرئيسية التي تخدم 460 ألف شخص لا تعمل بشكل منتظم.


وأدت أيضاً الأزمة المالية في لبنان، حيث يحتفظ العديد من السوريين بأموالهم في البنوك اللبنانية، وقانون قيصر الذي يفرض عقوبات أميركية على أي شخص في جميع أنحاء العالم يتعامل مع المسؤولين السوريين أو مؤسسات النظام، إلى انهيار العملة المحلية، مما أدى إلى إلقاء المزيد من الناس في هوة الفقر.


________________________________
زورونا عبر:
https://www.akhbaralaan.net
https://www.3eeshalaan.net
http://www.alaan.tv

Follow us on
AlAanTV ➨▌https://www.facebook.com/alaantv ▌
Akhbar AlAan ➨▌https://www.facebook.com/akhbaralaan ▌

Twitter
AlAanTV ➨▌https://twitter.com/alaantv ▌
Akhbar AlAan ➨▌https://twitter.com/akhbar ▌